لاشك أنَّ هناك صعوبات كثيرة تفرض نفسها عن محاولة وضع تعريف محدد لفكرة الإرهاب؛ فبالرغم من الإجماع الفقهي على خطورة العمل الإرهابي وإدانته والدعوى إلى التصدي للإرهاب ومكافحته على كافة المستويات، إلاَّ أنَّ تباين وجهات النظر وتباين المصطلحات على الساحتين الدوليَّة والمحليًة تحول دون وضع تعريف محدد للإرهاب، ما ادي شيوع القول بأن الإرهابي- في نظر البعض- محارب من أجل الحرية.
وقد ظهرت محاولات كثيرة لتعريف الإرهاب من جانب الفقهاء والمنظمات الدوليَّة، إلاَّ أنَّه حتى الآن لم يتم التوصل إلى تعريف عام وشامل لكافة صور الإرهاب؛ إلاَّ أنَّ هذه الصعوبات التي تواجه تعريف الإرهاب على المستويين الدولي والوطني لم تحبط الباحثين من فقهاء القانون والقضاء ورجال السياسة والاجتماع والفلسفة والكتاب على حدٍ سواء، وبدون تردد عن القيام بمحاولات لملامسة فكرة الإرهاب وإزالة الغموض عن أبعاده لعلمهم الأكيد بما للتعريف من أهمية في وضع إطار للبحث وتحديد مجاله، وكذا الدفع بالجهود الدوليَّة والوطنيَّة للحد من التوسع الذي يعرفه العمل الإرهابي([1]).
([1]) د. عمار تيسير بحبوح، التعاون الدولي في مكافحة جرائم الإرهاب، رسالة دكتوراه، كلية الحقوق جامعة القاهرة، 2011م، ص32.