التحليل الاقتصادي لانضمام مصر لمجموعة البريكس

يتناول البحث تجمع البريكس وهو تجمع اقتصادي دولي يتكون من خمس دول من القوى الصاعدة هم (روسيا، البرازيل، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، ثم أصبح البريكس بلس بعد انضمام 6 دول أخرى منهم مصر حيث انضمت بشكل رسمي في يناير عام 2024. وأصبح للتجمع دورا اقتصاديًا هامًا في النسق الدولي القائ. تهدف الدراسة إلى بيان مفهوم وأهمية تكتل دول البريكس في الاقتصاد العالمي، كما تركز على أهمية انضمام مصر للبريكس، توضيح علاقات مصر الاقتصادية مع دول البريكس، ومدى فاعلية الإجراءات المتخذة للاستفادة من الانضمام لهذا التكتل.
ويتمثل التساؤل الرئيسي لهذا البحث وإشكاليته في توضيح المكاسب التي يمكن أن تحققها مصر من الانضمام لهذا التجمع. للإجابة على إشكالية البحث قمنا بصياغة الفرضيات التالية: إن البريكس لها وزن في الاقتصاد العالمي من خلال تأثيرها على المؤسسات الدولية وعلى اقتصاديات الدول الأعضاء، تسعى مصر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الانضمام لمجموعة البريكس. ولمعالجة الموضوع استخدمت المنهج التاريخي لتتبع مراحل تكون مجموعة البريكس وانضمام الدول اليها، إضافة إلى المنهج المقارن من خلال مقارنة قوة البريكس بالمقارنة بباقي التكتلات، والمنهج التحليلي الذي من خلاله تتضح أهمية هذا التجمع وانعكاساته على اقتصاديات الدول المكونة له من جهة وعلى النظام الدولي من جهة أخرى، وأيضاً تحليل مدى أهمية انضمام مصر لهذا التجمع سياسياً واقتصادياً. ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها: فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي، فقد تجاوزت مجموعة البريكس الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، من أهم مؤسساتها الاقتصادية المالية بنك التنمية الجديد وصندوق الاحتياطي وأهم إنجازاتها الاقتصادية اعتماد عملتها المحلية للتبادل فيما بينها ورفع مستوى التبادل التجاري. هناك مشروعات تعاون بين الحكومة المصرية وحكومات دول البريكس، تمثل نحو 55 مشروعًا ونشاطًا في قطاعات متنوعة، هدف الكتلة المتمثل في خفض التجارة البينية الأوروبية بالدولار الأمريكي سيخفف الضغط على عملة مصر. اتخذت مصر عدد من الإجراءات مما يسهم في تفعيل الاستفادة من الانضمام لتكتل البريكس.