يعد الذكاء الاصطناعي بكافة أدواته المتطورة ذا أهمية بالغة في عصرنا الحالي حيث أصبح له عظيم الأثر في كافة نواحي الحياة سواء في حياة الفرد أو المؤسسات داخل الدولة أو على المستوى الدولي ، وأصبح الأمر يتطلب مواكبة هذا التطور التقني الهائل الذي اقتحم فيه الذكاء الاصطناعي كافة المجالات وبشكل واسع والحد من مخاطره ومواجهة آثاره المتوقعة على الإنسانية كلها وعلى كافة أنماط الحياة والعمل ، ولذا فقد سعت المواثيق الدولية العالمية والإقليمية إلى تكريس جهودها ومحاولة فرض نوع من الرقابة على استخدام الذكاء الاصطناعي من إرتكاب العديد من الجرائم والتي أطلق عليها الجرائم السيبرانية ، كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشكل تهديداً صريحاً للإبداع والتطور واستمرار الثراء الفكري ولذلك يجب أن يظهر العديد من القوانين والتشريعات الدولية التي تحد من مخاطر إساءة استخدام هذه التطبيقات ومراعاة التقيد عند استخدامها بالأنظمة والتشريعات التي تضمن حقوق الأفراد والدول ، واستحداث قواعد قانونية دولية حديثة تعمل على تحقيق التوازن بين مقتضيات حرية استخدام هذه التكنولوجيا من جهة ومن جهة أخرى حماية النظام العام للدول وهو ما تصبو إليه هذه الدراسة الماثلة.