جاءت الشريعة الإسلامية لتنظم شؤون حياة الناس بطريقة تسهل عليهم معاملاتهم ، حيث أزالت عنهم كل ما يسبب لهم القلق في معيشتهم وأقرت كل ما يعود عليهم بالنفع، فخففت عنهم الأعباء والصعوبات. قال الله تعالى : " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ". وقد تركت لهم حرية تنظيم شؤون معاملاتهم بما يحقق مصالحهم ، طالما أن ذلك يتماشى مع مبادئ الدين . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلمون عند شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً " .
ولقد أقر الإسلام العادات والتقاليد والأعراف التي سبقته ، بشرط أن تتماشى مع مبادئه السمحة وتحقق المصلحة العامة . ومن أبرز هذه الأعراف التي حافظ عليها الإسلام هو التحكيم ، الذي يُعتبر وسيلة فعالة وسريعة لحل النزاعات بين الأفراد . وقد ورد ذكر التحكيم في آيات القرآن الكريم ، كما تناولته السنة النبوية بالتنظيم والإقرار ، مما جعله قاعدة شرعية مهمة في معالجة قضايا المجتمع .